لا أعلم ما العلاقة الوطيدة التي تربطني ببيت الخلاء، فلم يخلو مقال كتبته أو فكرة أنجبتها إلا وكانت لي زيارة مطولة ببيت الخلاء، المكان هادئ بعض الشيئ ، الإضاءة خافتة مريحة للبصر، الروائح مقبولة بل أن لها فضلا في زيادة نشاط البويصلات الفكرية في دماغي الصغير، لا أخفيكمم سراً أنه عندما تتزاحم الأفكار في رأسي وتتشوش الرؤيا وتتعقد المسائل تراني أتوجه مباشرة هناك وتطول جلستي إلى أن يلهمني عقلي بإخراج عفواً مخرج منطقي لكل هذه التزاحمات.
بحكم خبرتي في عملي فإن التجربة الناجحة من الممكن أن تتعمم وذلك حتى تعم البركة و الفائدة وعليه ومن موقعي كمواطن في دولة ديمقراطية فإني أنصح أصحاب القرارات و المعالي بخوض تجربتي وانشاء حمام سياسي عوضاً عن ذلك المطبخ ، الخطوات بسيطة و سهلة، فعندما تتزاحم الأفكارة وتتناثر المعطيات و تتعقد المسألة فما عليهم سوى عقد جلسة طارئة و يقومون بزيارة خفيفة إلى المكان المذكور أعلاه.
لم ابلغ السادسة والعشرين واول وعيي على السياسة كانت على حكومة الكباريتي واول اغنية أحببتها هي “عل الهوارة الهوارة والخبز طارت اسعاره وهذي الدنيا يا أبو عون و فيها ربح وخسارة”، و من يومها و الروائح بلشت تهل قصدي البشائر حتى اصبحنا من أغلى الدول قصدي أغنى الدول (أكيد ما بدي أذكركم انو لتر البنزين بليرة وكيلو اللحمة بأحد عشر والخير لقدام).
الغريب ان كل حكومة تأتي لتنقد أختها وعندما تشاهد التغيرات تجدها كما قال الزعبي (هي هي) فقط البرواز يتغيّر اما الحشوة …
جدار الصمت واخترقناه قبل فيليكس بأعوام و كتاب جينيس (موسوعة الأرقام القياسية) ودخلناه من أوسع ابوابه اكثر عدد حكومات في عام واحد في شهر واحد، قرارات سياسية ممزوجة بروائح مخرجات العملية الهضمية آسف العملية الفكرية،الخوف كل الخوف ان تستمر عمليات الإيض الحكومي منزوعة الدسم ومن دون أية توجهات بنائية.
(يعني عدم المؤاخذة) حكومتنا تقضي وقتاً طويلا في بيت الخلاء لتنجب لنا روائح فكرية إبداعية برائحة المانجا البلدية نتيجة الكمية الضخمة من وجبات و سُفرات العصف الذهني التي تتناولها في الندوات و المؤتمرات لتكون النتيجة واضحة لعين المواطن المثخن بالرفاه المعيشي من رفع للدعم وزيادة في الأسعار ونمو طفيف بالمستوى الفكري (أقل نسبة أمية في العالم العربي).
اللي بنبات فيه بنصبح فيه، لم تكن أمي مصيبة في هذه المقولة أو أن هذا المثل الشعبي لم يعد صالحاً بعد الآن ، برأيي يجب إعداد لجنة نيابية ديمقراطية منتخبة بقانون الصوت المش واحد للأمثال الشعبية للتدرس اقتراحي في تعديل هذا المثل ليصبح اللي بنبات فيه أحسن من اللي بنصبح فيه. والله المستعان
قد اكون قد اثقلتكم بالروائح ونزعت خلوتكم بترهات فكرية. بس الصراحة انو العيشة صارت بت…… لا تفهموني غلط قصدي بتجنن، وعلى قولت صاحبنا ابو الغور هو بالله ترحمونا. وسلامة تسلمكو